الكلمات القاسية والانتقادات الجارحة هي سهام تصيب القلوب بطعنات مسمومة فتقتل فيها الحب والثقة والأمل… ليت الناس يراقبون كلماتهم قبل أن يقذفوها في وجوه ضحاياهم! ليتهم يعلمون أنه ليس من الضروري أن يقولوا كل ما يجول في خواطرهم فمشاعر الناس ليست مجالاً لاستعراض آراءهم الخاصة وأذواقهم الشخصية.
غريب ألا يكترث الانسان بكونه يثير حزن الآخر، محيّرة تلك الأنانية التي تجعل صاحبها يخاف على مشاعره هو وحده فقط بينما يدوس على قلوب الناس يمينا وشمالاً. ألا يعلم أن سهام الأذى ستعود حتماً لصاحبها؟ ألا يعلم أن قانون الضربة المرتدة لا يخطئ، فما يلقيه من أفعال وأقوال سيعود إليه حتماً؟ فإن كان لا يراع شعور الناس، ولا يلقِ بالاً لحجم الدمار النفسي الذي قد تخلفه كلماته أو تصرفاته فلينتظر ليجرب بنفسه مرارة جرح المشاعر وامتهان الكرامة فالقصاص قادم لا محالة.
الكل يرجوا لنفسه الرحمة والرفق بمشاعره والحرص على معنوياته، ولكن من نفس هؤلاء يخرج من لا يتردد للحظة برشق الكلمات اللاذعة في وجوه الآخرين وهو من يخاف على نفسه من نسمة الهواء أن تخدش مشاعره الغير حساسة إلا على نفسه.
ولكل من يقول رأيه بفظاظة مغلفة بمسمى الصراحة ويعرف نفسه بأنه إنسان صريح ( والذي في قلبه على لسانه) نقول له إن الصراحة ليست مرادفاً للوقاحة. وحتى إن كانت نيتك صادقة بهدف التوجيه والإصلاح فليس المطلوب منك سوى أن تنتقي كلماتك فواجب مراعاة شعور الناس لا يسقط عنك بأي حال.
ارحموا نفوساً أرهقتها كلماتكم الخشنة التي تقسو معها الحياة. احذروا الندبات التي تزرعونها في قلوبهم فهي دَينٌ عليكم ستسددونه ولو بعد حين..
كل الودائع تعود لأصحابها فانظروا جيداً ماذا تودعون في قلوب الناس.