الخذلان هو تلك الصفعة المسننة بأشواك الغدر والجحود التي تغرز سمومها في قلبك فينزف قهراً وألماً على مشاعر ما كان لها أن تُعطى لمن لا يستحق.. على الثقة بمن لا عهد له.. على وقت وجهد واحسان بُذل في غير موضعه.
تكتشف أنك تحمست أكثر من اللازم، وأن اندفاعك قد أودى بك إلى هاوية الخذلان.. تتساءل كيف يمكن لأحدهم أن يلبس ثوب التمساح فيراوغ ويخدع ويمكر ثم يغدر بمنتهى السهولة.
تكتشف أنك بسذاجتك كنت تعيش بمخيلة المدينة الفاضلة رغم ادعائك أنك فطين ونبيه ولديك وعي كامل بتفاوت نسب الخير والشر عند كل إنسان تتعامل معه، إلا أنك كنت في الحقيقة لا ترى إلا الجانب الملائكي من الناس وتبالغ في اللهفة حتى تأتيك الصفعة التي برغم قسوتها فيها جانب خفي من الرحمة فهي تأتيك لتعيد لك اتزان أحكامك بدلاً من مكوثك للأبد في خانة المغفلين. ولكن الدروس القيمة لا تقُدم مجاناً، بعضها يُمنح لك بعد أن تزلزل الأرض من تحت قدميك.
وماذا بعد؟……. تألمت وتعلمت ثم؟
خواء وضياع وقهر وآلاف الأشواك التي تحتاج أن تقتلعها من قلبك حتى يعود بخير.
ولكن تمهل، لا يمكن لك أن تعيش في قتامة الأيام والنحيب على مشاعرك النبيلة التي لم تحظى بالتقدير متناسياً أن الله سميعٌ عليم، وأن الحسنة لا تضيع عنده، وأن الخير سيُرد إليك حتماً، وأن الله ليس غافلاً عما يعمل الظالمون.
فلا تنكسر مهما حصل! تماسك واستعن بالحي الذي لا يموت ولا يتغير ولا ينسى ولا يتجاهل… ثق بعدالته، اطمأن لرحمته، انتظر فرجه بيقين لتعيش روعة الشعور بالنصرمن عنده دون أن تورط نفسك بحماقة تصرفات غير محسوبة وتنزلق في صراعات تخسرك جزء من كرامتك.