لستَ منحوساً

صورة مقال لست منحوساً

من أبغض الكلمات اللي تعلمناها، ولا يخفى على أحد تأثيرها البالغ السوء في نفوس من يعتقد بها….. هناك الكثير ممن يعتقدون بأن (النحس) يلازمهم، ولا ينفكون عن تكرار العبارات البغيضة التي تشرح سوء حظهم وامتناع الخير عنهم. ويغرقون في دوامة من التشاؤم والتوقعات السلبية ويهدرون طاقتهم في الحسرة وانتظار السيء وللأسف قد يحصل لهم مايتوقعونه من سوء، فهم بتشاؤمهم وأفكارهم السلبية يسممون حياتهم ويجذبون السيء لها.

لكل من يقول عن نفسه بقناعة أنه منحوس، نقول له ببساطة لا تحكم على قدرك.

هل من حسن الظن بالله أن تعتقد بأن النحس يتشبث بك؟ وأنك لن تفلح ولن تكتمل لك سعادة ولن يتحقق لك مراد؟ هل عندك علم من الغيب يعرفك بقدرك قبل حصوله فتعلم أن قدرك مشؤوم؟ تعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه، فهو يتخبط بك ليوصلك إلى حالة من اليأس من نفسك، ومن رحمة الله (إنه لا ييأس من رَّوح الله إلا القوم الكافرون) (يوسف-87)

ما مررت به من مشاكل وإخفاقات لا يبرر لك مطلقاً أن تطلق حكماً عاماً بأنك ستكون دائماً التعيس! لا تستخلص استنتاجاً يشمل الحاضر والمستقبل بسبب ما حدث في الماضي.

تخلص من هذه الأفكار الخبيثة التي تسيطر على عقلك، وتجعلك حزين، قلق، ضعيف ومتشائم.

اعتقادك بالنحس يجرك إلى دوامة من الأفكار السلبية تحكم إغلاقها حول عقلك. فتسيطر على تفكيرك وتجعلك تستسلم لها. لا تترجم كل أحداث حياتك على أنها نحس وإخفاقات متتالية، بل قد تكون تمهيداً لنجاح وفرج قادم. ولا تنسى قوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) (البقرة-216)

ومن الغرابة أن هنالك الكثير من الناس الذين يقولون أنهم لا يسيئوا الظن بالله إنما هم لايثقون بحظهم فحسب ولا علاقة لهذا بعدل الله!!!!!

بالله عليكم كيف تعتقدون بسوء حظكم وبأنكم ستكونون دائماً الأقل توفيقاً ونجاحاً هكذا بدون سبب إلا أنكم تنتمون إلى فئة (المنحوسين).

من يؤمن بالله حق إيمانه يوقن تماماً بعدله ورحمته وأن الله دائماً مع الصالحين ويعلم أن الانسان بقصور معرفته لا يمكنه استخلاص الحكمة من حدوث أمر ما فلا يجب عليه التسرع بالحكم على حظه وعلى قدره.

إن أي انسان يتعرض في حياته لمشاكل وإخفاقات وتحديات ولا يوجد من لا يعكر صفو حياته أي شائبة من شوائب هذه الدنيا. إنما مواجهة هذه المشاكل بعزيمة وإيمان وتفاؤل هي صفات المحظوظ بقوة إيمانه وثقته برحمة الله. ألم يقل لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)؟

ابدأ من جديد باعتقادات إيجابية ولا تجعل من الماضي عقدة تقيدك بسلسلة من التوقعات السلبية، وكف عن الاعتقاد بأنك الضحية المسكينة التي لا يعرف الحظ إليها سبيلاً. اعتقادك الدائم بأنك مظلوم ومنحوس يجر إليك الأحداث التي تؤكد لك هذه القناعات فظنك السيء يجتذب إليه كل ما يزيده ترسخاً في ذهنك.

(إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد-11). فلنغير ما بأنفسنا من اعتقادات سلبية ولنتوقف عن ظن السوء، ولنترقب الخير دائماً فهو بلا شك نصيب الصالحين.

لانا حمزة

(نشر هذا المقال بتاريخ 15/8/2014 في موقع أنا زهرة)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *